کد مطلب:280416 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:224

کیفیة اعتناق بولس للنصرانیة
بما أن بولس كان متفوقا فی الدیانة الیهودیة كما ذكر. فإنه كان یعلم بمنزلة هارون وبنیه فی الشریعة الیهودیة، والراصد لحركة بولس فی اتجاه النصرانیة. یجد أنه ادعی لنفسه منزلة هارون لتكون مدخله إلی الحی النصرانی، وبعد الدخول ادعی لنفسه أن منهجه لم یتسلمه من إنسان بل من الله، وإنه اطلع علی السر الذی لم یطلع علیه بنو البشر فی الأجیال الماضیة، وقال إن النعمة الموهوبة إلیه لم تكن عبثا. لأنه عمل جاهدا أكثر من الرسل الآخرین، ومن تحت هذا السقف خرجت عقیدة



[ صفحه 189]



بولس. لتعمل من أجل میراث بنی إسرائیل الذی لم تفارق ثقافته فرقة الفریسیین أصحاب التفسیر الشفهی (التلمود) علی امتداد المسیرة، وبولس نفسه یثبت هذا الهدف بعد دخوله إلی الحی النصرانی. قال لی رجاء بأنه یحقق الله ما وعد به آبائنا وما زالت أسباط شعبنا الاثنی عشر تواظب علی العبادة لیل نهار راجیة تحقیقه. [1] .

ومنزلة هارون جاءت علی لسان بولس عندما قال إن الكاهن الأعلی كان یؤخذ من بین الناس، ویعین للقیام بمهمته نیابة عنهم فی ما یخص علاقتهم بالله، وذلك لكی یرفع إلی الله التقدمات والذبائح...

ولم یكن أحد یتخذ لنفسه هذه الوظیفة الشریفة متی أراد، بل كان یتخذها من دعاه الله إلیها كما دعا هارون [2] وعلی هذه الخلفیة. ذكر بولس أنه كان فی طریقه إلی دمشق لإنجاز مهمة كلف بها. وهی القبض علی بعض أتباع المسیح وسوقهم مقیدین إلی أورشالیم، وقال وفیما هو منطلق إلی دمشق وقد اقترب منها. لمع حوله فجأة نور من السماء فوقع علی الأرض. وسمع صوتا یقول له: شاول. شاول. لماذا تضطهدنی؟ فسأل: من أنت یا سید؟ فجاءه الجواب: أنا یسوع الذی أنت تضطهده. والآن قم وأدخل المدینة فیقال لك ما یجب أن تفعله. [3] .

وإذا كان بولس قد ذكر هنا أن المسیح أمره بدخول المدینة لیتلقی الأوامر. فإنه ذكر فی موضع آخر أن المسیح عینه خادما له وحمله رسالة إلی الأمم. قال فسألت: من أنت یا سید؟ فأجاب: أنا یسوع الذی أنت تضطهده، أنهض وقف علی قدمیك فقد ظهرت لك لأعینك



[ صفحه 190]



خادما لی، وشاهدا بهذه الرؤیا التی ترانی فیها الآن. وبالرؤی التی سترانی فیها بعد الیوم، وسأنقذك من شعبك ومن الأمم التی أرسلك إلیها الآن... [4] وعلی خلفیة منزلة هارون ومشاهدته نور من السماء لمع حوله فجأة، كتب بولس رسائله من بولس. وهو رسول لا من قبل الناس ولا بسلطة إنسان، بل بسلطة یسوع المسیح [5] وقال أیها الأخوة. إن الإنجیل الذی بشرتكم به لیس إنجیلا بشریا، فلا أنا تسلمته من إنسان ولا تلقنته تلقینا، بل جائنی بإعلان من یسوع المسیح، [6] وقال أن المسیح قد أرسلنی لا لأعمد. بل لأبشر بالإنجیل. [7] وقال ونعمته الموهوبة لی لم تكن عبثا، إذ عملت جاهدا أكثر من الرسل الآخرین جمیعا، إلا أنی لم أكن أنا العامل بل نعمة الله التی كانت معی. [8] .


[1] أعمال الرسل 26 / 5 - 7.

[2] عبرانيين 5 / 1 - 5.

[3] أعمال الرسل 9 / 3 - 7.

[4] أعمال الرسل 26 / 15 - 17.

[5] غلاطية 1 / 1.

[6] غلاطية 1 / 11.

[7] كورنثوس 1 / 17.

[8] كور 1 / 10.